لوحة بلون الخريف ..!

لوحة بلون الخريف ..!

الْجَمِيْعُ يَعْشَقُ الرَّبِيْعِ وَانَا اهِيَمَ عِشْقَا فِىْ الْخَرِيف

تعْجِبَنّىْ الاشِّجَارُوَاصْفِرَارٍ وَاحْمِرَارٌ لَوْنُ اوَارَقَهَا
انْظُرْ الَىَّ اوْرَاقُهُا اتَذَكَّرُ اوْراقِىْ وَهِىَ تَتَسَاقَطُ
عَلَىَ الارْضِ وَرَقَةٍ تِلْوَ الْاخْرَى
انْظُرْ لقَلْمّىْ وَاحتَضْنّةً وَابْكَى بِدُمُوْعْ تَكَادُ انْ تُغْرِقِنى
هَمَسَاتِ انَيْنَ تَجْتَاحُ جَمِيْعِ نَبَضَاتُ قَلْبِىْ
هَمْسْ مُتْعَبٌ وَصَوْتُ اصَيِّبَ فِىْ مَعْرَكَةِ الْحَيَاةِ بِطَعَنَاتٍ مَكْبُوْتَهْ
هُدَوَءٍ يُصَاحِبَنّىْ لِلَحَظَاتِ وَيُلْقَىَ سَلَامَةٍ عَلَىَ وَيَرْحَلْ
وَيَعُوْدُ لِىَ ضَجِيْجَ الْحَيَاةِ الْمُؤْلِمَةَ
وَاعُوْدْ اجْمَعْ اوْراقِىْ وَمَثَلُ كُلِّ مَرَّةٍ لَنْ اسْتَطِيَعُ جَمْعُهَا
ثَرْثَرَةٌ عَابِثَةً تُرَافِقُ أُذُنَىَّ هَلْ هِىَ وَهُمْ امّ حَقِيْقَةِ
نَعَمْ انَهَا حَقِيْقَةِ لَكِنَّهَا مُؤْلِمَةَ
هْذْيَانَ عَابِثٌ يُصِيْبُ الْقْلُمَ فَيَقْتَرِبَ مِنْ اوْراقِىْ وَيَحْتَضِنُهَا
وَيُدْفَنُ رَّأْسِهِ بَيْنَ طَيَّاتِ صَفَحَاتِىْ
شُعَوُرٌ غَرِيْبْ وِمَرِيْرٌ
نَسَائِمَ الْهَوَاءِ تُدَاعِبُ الْوُرُودِ فَتُفَوحُ مِنْهَا رَوَائِحُ الْعُطُوْرِ
لَكِنَّهَا عِنْدَمَا تُدَاعِبُ اوْراقِىْ
تَتَسَاقَطُ وَتَتَسَاقَطُ عَلَىَ الارْضِ

فَلَمْ تَرْحَمُ الْارْضِ ضَعُفَ اوْراقِىْ
فَتَتَهَشمّ اضْلَعَىْ وَاصِبحُ عَاجِزَ عَنْ الْوُقُوْفِ مَرَّةً آُخْرَىَ
وَاظَلُّ احْتُضِنَ الْارْضِ

وَلَكِنَّ ظُرُوْفْ الْحَيَاةِ لَمْ تَرْحَمُ ضَعْفٍ اوْراقِىْ
وَبِمُرُورِ الْايّامِ
تَصِيْرُ اوْراقِىْ هَبَاءً مَنْثُوْرا
اشْلَاءَ مَنْثُوْرَةٌ عَلَىَ الطْرَاقَاتِ
وَلَكِنْ لَمْ يَرَاهَا احَدٌ
تَتَأَرْجَحُ مِنَ الْالَمِ
تَحْتَ خَطَوَاتِ الْمَارَّيْنَ عَلَيْهَا
وَبَعْدَ كُلٍّ هَذَا ؟؟
وَبِمُرُورِ الْوَقْتِ
ُادفَنُ تَحْتَ الْتُّرَابِ

وَلَمْ اجِدْ مَنْ يَضَعُ عَلَىَ قَبْرِى وَرْدَةً
هَذِا انَا كاوْرَاقِ الْخَرِيف
مَصِيْرُي
وَنِهَايَتُي
نِهَايَةْ مُؤْلِمَةَ
لَا يَعْلَمُهَا الَا
مِنْ اصَابَ قَلَبَةٌ الْانِيَنْ
وَانَا تَحْتَ الْتُّرَابِ
أَنْــــظُــرُ
ارَىَ طِفْلَةٍ اصْابَتِهَا الْحَيَاةِ بِالْمَلَلِ
تَبْكِىَ عَلَىَ مَقْعَدِ بَعِيْدٍ تَحْتَ الْاشْجَارِ
وَتَجْمَعُ اوارِقَ الْخَرِيفِ وَتَقَبَّلْهَا
يَعْتَصِرُ الْقَلْبَ...............
وَاحَاوِلْ انّ اصْرُخْ بِأَعْلَىْ صَوْتِىَّ
لَعَلَّهَا تُشَاهَدَ يَدَىِ مِنْ تَحْتِ الْتُّرَابِ تُشِيْرُ الَيْهَا
وَلَكِنَّهَا تَرْحَلُ مَعَ غُرُوْبِ الْشَّمْسِ
وَتَتْرِكْنّىْ وَحِيْدَاً احْتُضِنَ الارْضِ بَيْنَ زِرَاعِى
وَاقْبَلْ الْتُّرَابِ وَاتُوَسّدّ عِظَامُ اوْرَاقِ الْخَرْيِفِ
الَّتِىْ سَبَقْتَنِى وَاصَابِهَا الْفَنَاءِ وَانْدَثَرَتْ تَحْتَ الْتُّرَابِ
هَذَه هِىَ اوْرَاقِ الْخَرْيِفِ