الـطــيـر الجــريـــح..
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
الـطــيـر الجــريـــح..
[color=red]بسم الله الرحمن الرحيم
في احد الليالي مع نفحات الهواء العليل وسواد ليلٍ طويل ونجوم ٍ في سماء الكون منثورةٌ كأنها ماساتٌ تتلألأ في الأفاق, وقبل بزوغ الفجر بقليل , ساقتني قدماي للتنزه خارجا فإذا بي أهيمُ على وجهي ليس لي وجهةٌ معلومة وقد وصلتُ إلى غابةٍ مجهولة, وأنا حائرةٌ أين اذهب فإذا بنظري يسترقُ شجرةً عالية الشموخ وبها عشُ صغير وفيه طيرٌ جميل يرقدُ في سباتٍ عميق, وقد تأملت بهِ وهو في نومه وحسدته على ماهو فيه من راحة , فكيف به يستطيع النوم وأنا لأقدر حتى بأن أغفو, وبينما أنا أُتابعهُ بشغفٍ فإذا بماسات السماء تختفي معلنتاً عن بزوغ فجرٍ جديد وسماءٌ زرقاء من أجمل ألوان الطيف وأبهرها , وأنا اسمع مِن حولي تغريد العصافير وخرير المياه من انهارٍ وشلالات ، ما أروع المنظر ولكن مازالت عيناي تناظر طيري الجميل النائمُ في عُشه, وهاهو يتحرك مُعلناً بدايتِهِ لَِيومِه , فإذا به يفرد جناحيه الرائعين ويتجه نحو السماءِ معرباً عن أملهِ بالحياة , ومازلتُ أُفكر هل أحسِدهُ على راحته بنومه أم على سعادته وهو يحلق في السماء مبتهجاً فرِحا, وها أنا أناظر إليه فإذا هي بدقائق ويُفاجئني صوتُ طلقاتِ نار, ياإلهي قلبي ! لماذا قتلته وجرحته ؟ وكيف يهون عليك يا حبيبي؟ فلقد جِئتُ متلهفةٌ إليك ظامئتاً أُريدك أن تسقيني من نهرِ حبك لا أن تقتُلني, فقد أحببتك من صميمُ القلب الذي جرحتهُ بيديك , فصرخ قلبي وهو متأثراً بجراحه لماذا قتلتني؟؟.ماذا فعلتُ لكَ يا قُرة عيني غير أنني عدوتُ إليك مسرعتاً فرحتاً برجوعي لك وأنا حاملتاً قلبي وروحي المشتاقتينِ لرؤيتك وكنتُ أحملُ لك بين يدي أجمل هديه وهي زجاجةُ عُطرٍ صنعتها بنفسي من رحيق أزهار عمري , ولاكنك أبيت وتجبرت علي وبدل أن تضمني إليكَ وتحتضنني نعتني وجرحتني , ياللهول في هذهِ اللحظة لم أُصدق ما أرى وما سمعت فكأن الدنيا ضاقت علي ولا تتسع لي لكي أعيشُ فيها من شدة الصفعة التي وجهتها لي بقساوتك علي , لقد سقطت مني زجاجة العطر الذي كنتُ أحمل وقد فاح أريجُها في جميع أنحاء المنطقة , ونزف قلبي مُتأسِياً منك ومن حقدك علي (وما كنت أظن أن الحبيب يحقد على حبيبه) ولاكن ها أنا أُعلن لك بأنني لن ارجع إليك مهما فعلت , فإذا استطعت أن تجمع رائحة العطر الذي فاح وانتشر وتلاشى مع الهواء ووضعته في زجاجةٍ من بلور فلن تستطيع إرجاع قلبي لك , هيهات قلبي أن يعود , وفجأةً استيقظُ من ذكرياتي لأرى ماكان من صوتِ طلقات النار فهرعتُ مسرعةً فإذا هو طيري مصاباً بجراحه ولاكنه مازال حياً فقد أُصيب أحد جناحيه ويا فرحتي بنجاته , حملته بين كفي لأُصِلهُ إلى عُشه الصغير وبينما أنا عائدةٌ به رجعت أفكر هل أكون أنا من تسبب له بما جرى ؟ لقد كنت أحسده ُفي نومه وسباته ليلاً وفي انطلاقتهِ وسعادته نهاراً, ووضعته في عشه وجلستُ أمامهُ أتأمل فيه لماذا لايبكي ولا يشكي؟هل هو عديم الإحساس ألا يحس بألم لما أصابه ؟ ولاكنني في لحظه تذكرتُ قلبي الجريح ونزف دمائه وهو صامت لاأحد يسمع أنينه وونينه , آهٌ ياطيري الجريح فأنت تتألم ولا تستطيع البوح بما فيك مِن ألم فأنت تذكرني بقلبي الصامت, أي إننا نشكو نفس الجراح والألم فألامنا واحدةٌ ولاكن في اثنان أنا و أنت,ننزف جِراحاً وأسى , قلبي آهٌ ياقلبي ماذا دهاك أما زلت هائمٌ بحبه ؟فوضعتُ يدي على قلبي فإذا به مازال ينزف وتتساقطُ دمائه وكل قطرة دمٍ تكتبُ إسمهُ أو حرفٌ من حروفه فأدركتُ أن قلبي المسكين مازال ينبض من أجله, وقد إقتربت الشمس من المغيب ومازلتُ متسمرتاً أمام طيري الجريح أُناظرهُ ويناظرني كلٌ منا يحسَُ بألم الأخر , قد اظلم الليل وبدأ الجو يبرد رويداً رويدا , وقد أحسستُ بأنَ أطراف قدماي ويدي قد أوشكتا على الثلوج وبدأ البردُ يتسلل إلى كامل جسدي فأين أنت أيها الدفء فقد أهلكني برد الأحزان , تعالى وضمني إلى صدرك الدافئ قبل أن تتثلج مشاعري وأحاسيسي وتموتُ بِغيْظها , ولاكن رجعتُ أُناظر طيري الجريح فإذا هو يناظرني بكل شفقةٍ وأسى على حالي ,انصرفتُ من أمامهِ وأنا لأقوى على حمل قدماي ولا أقوى على مساعدته كما لم يقوى هو عليها , فاذهب أيها الطير فربما يأتي يوما ونلتقي فيه وكلٌ منا قد برأت جراحه .
[color=red]
قصة اعجبتني ونقلتهاا واتمنor=red]]ى تعجبكم [/color]
محبتي ومودتي لكم
في احد الليالي مع نفحات الهواء العليل وسواد ليلٍ طويل ونجوم ٍ في سماء الكون منثورةٌ كأنها ماساتٌ تتلألأ في الأفاق, وقبل بزوغ الفجر بقليل , ساقتني قدماي للتنزه خارجا فإذا بي أهيمُ على وجهي ليس لي وجهةٌ معلومة وقد وصلتُ إلى غابةٍ مجهولة, وأنا حائرةٌ أين اذهب فإذا بنظري يسترقُ شجرةً عالية الشموخ وبها عشُ صغير وفيه طيرٌ جميل يرقدُ في سباتٍ عميق, وقد تأملت بهِ وهو في نومه وحسدته على ماهو فيه من راحة , فكيف به يستطيع النوم وأنا لأقدر حتى بأن أغفو, وبينما أنا أُتابعهُ بشغفٍ فإذا بماسات السماء تختفي معلنتاً عن بزوغ فجرٍ جديد وسماءٌ زرقاء من أجمل ألوان الطيف وأبهرها , وأنا اسمع مِن حولي تغريد العصافير وخرير المياه من انهارٍ وشلالات ، ما أروع المنظر ولكن مازالت عيناي تناظر طيري الجميل النائمُ في عُشه, وهاهو يتحرك مُعلناً بدايتِهِ لَِيومِه , فإذا به يفرد جناحيه الرائعين ويتجه نحو السماءِ معرباً عن أملهِ بالحياة , ومازلتُ أُفكر هل أحسِدهُ على راحته بنومه أم على سعادته وهو يحلق في السماء مبتهجاً فرِحا, وها أنا أناظر إليه فإذا هي بدقائق ويُفاجئني صوتُ طلقاتِ نار, ياإلهي قلبي ! لماذا قتلته وجرحته ؟ وكيف يهون عليك يا حبيبي؟ فلقد جِئتُ متلهفةٌ إليك ظامئتاً أُريدك أن تسقيني من نهرِ حبك لا أن تقتُلني, فقد أحببتك من صميمُ القلب الذي جرحتهُ بيديك , فصرخ قلبي وهو متأثراً بجراحه لماذا قتلتني؟؟.ماذا فعلتُ لكَ يا قُرة عيني غير أنني عدوتُ إليك مسرعتاً فرحتاً برجوعي لك وأنا حاملتاً قلبي وروحي المشتاقتينِ لرؤيتك وكنتُ أحملُ لك بين يدي أجمل هديه وهي زجاجةُ عُطرٍ صنعتها بنفسي من رحيق أزهار عمري , ولاكنك أبيت وتجبرت علي وبدل أن تضمني إليكَ وتحتضنني نعتني وجرحتني , ياللهول في هذهِ اللحظة لم أُصدق ما أرى وما سمعت فكأن الدنيا ضاقت علي ولا تتسع لي لكي أعيشُ فيها من شدة الصفعة التي وجهتها لي بقساوتك علي , لقد سقطت مني زجاجة العطر الذي كنتُ أحمل وقد فاح أريجُها في جميع أنحاء المنطقة , ونزف قلبي مُتأسِياً منك ومن حقدك علي (وما كنت أظن أن الحبيب يحقد على حبيبه) ولاكن ها أنا أُعلن لك بأنني لن ارجع إليك مهما فعلت , فإذا استطعت أن تجمع رائحة العطر الذي فاح وانتشر وتلاشى مع الهواء ووضعته في زجاجةٍ من بلور فلن تستطيع إرجاع قلبي لك , هيهات قلبي أن يعود , وفجأةً استيقظُ من ذكرياتي لأرى ماكان من صوتِ طلقات النار فهرعتُ مسرعةً فإذا هو طيري مصاباً بجراحه ولاكنه مازال حياً فقد أُصيب أحد جناحيه ويا فرحتي بنجاته , حملته بين كفي لأُصِلهُ إلى عُشه الصغير وبينما أنا عائدةٌ به رجعت أفكر هل أكون أنا من تسبب له بما جرى ؟ لقد كنت أحسده ُفي نومه وسباته ليلاً وفي انطلاقتهِ وسعادته نهاراً, ووضعته في عشه وجلستُ أمامهُ أتأمل فيه لماذا لايبكي ولا يشكي؟هل هو عديم الإحساس ألا يحس بألم لما أصابه ؟ ولاكنني في لحظه تذكرتُ قلبي الجريح ونزف دمائه وهو صامت لاأحد يسمع أنينه وونينه , آهٌ ياطيري الجريح فأنت تتألم ولا تستطيع البوح بما فيك مِن ألم فأنت تذكرني بقلبي الصامت, أي إننا نشكو نفس الجراح والألم فألامنا واحدةٌ ولاكن في اثنان أنا و أنت,ننزف جِراحاً وأسى , قلبي آهٌ ياقلبي ماذا دهاك أما زلت هائمٌ بحبه ؟فوضعتُ يدي على قلبي فإذا به مازال ينزف وتتساقطُ دمائه وكل قطرة دمٍ تكتبُ إسمهُ أو حرفٌ من حروفه فأدركتُ أن قلبي المسكين مازال ينبض من أجله, وقد إقتربت الشمس من المغيب ومازلتُ متسمرتاً أمام طيري الجريح أُناظرهُ ويناظرني كلٌ منا يحسَُ بألم الأخر , قد اظلم الليل وبدأ الجو يبرد رويداً رويدا , وقد أحسستُ بأنَ أطراف قدماي ويدي قد أوشكتا على الثلوج وبدأ البردُ يتسلل إلى كامل جسدي فأين أنت أيها الدفء فقد أهلكني برد الأحزان , تعالى وضمني إلى صدرك الدافئ قبل أن تتثلج مشاعري وأحاسيسي وتموتُ بِغيْظها , ولاكن رجعتُ أُناظر طيري الجريح فإذا هو يناظرني بكل شفقةٍ وأسى على حالي ,انصرفتُ من أمامهِ وأنا لأقوى على حمل قدماي ولا أقوى على مساعدته كما لم يقوى هو عليها , فاذهب أيها الطير فربما يأتي يوما ونلتقي فيه وكلٌ منا قد برأت جراحه .
[color=red]
قصة اعجبتني ونقلتهاا واتمنor=red]]ى تعجبكم [/color]
محبتي ومودتي لكم
زهرة القمر- المشرفة العامة
- عدد المساهمات : 1377
نقاط : 1976
تاريخ التسجيل : 09/06/2011
رد: الـطــيـر الجــريـــح..
مشكووور احمد دورين على مرورك العطر
زهرة القمر- المشرفة العامة
- عدد المساهمات : 1377
نقاط : 1976
تاريخ التسجيل : 09/06/2011
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى